الوضع الوبائي العالمي للحصبة
يزداد عدد حالات الإصابة بالحصبة عالميًا، خاصة في منطقة أوروبا وآسيا الوسطى، حيث تم تسجيل أكثر من 127000 حالة في عام 2024. وتجاوزت نسبة الإصابة بالأطفال دون سن الخامسة 40%. هذا يُعدّ مستوى مُقلق، ويُقارب أعلى مستوى تم تسجيله في عام 1997. يُهدد هذا الوضع صحة المجتمع وخصوصًا الفئات الأكثر عرضة للأطفال.
تُعدّ عواقب تفشي الحصبة خطيرة، إذ يتطلب علاج أكثر من نصف الحالات في منطقة أوروبا دخول المستشفى، مع 38 حالة وفاة. انخفضت حالات الإصابة بشكل كبير في عام 2016 إلى 4440 حالة، ولكن شهدنا زيادة ملحوظة مرة أخرى في عامي 2018 و2019.
تفشي الحصبة في فيتنام: دورة تفشي كل خمس سنوات؟
يُعدّ الوضع في فيتنام مُقلقًا أيضًا. أبلغت وزارة الصحة عن أكثر من 20,000 حالة مشتبه بإصابتها بالحصبة في عام 2024، مع تأكيد إصابة 5000 حالة، و5 حالات وفاة مرتبطة بالحصبة. ازدادت حالات الشك والإصابة المؤكدة بشكل كبير مقارنة بالفترة نفسها من عام 2023، بزيادة بلغت 52.9 مرة و111 مرة على التوالي.
تعاني العاصمة هانوي من موجة تفشي واسعة، حيث سُجلت أكثر من 876 حالة إصابة بالحصبة منذ بداية العام في 30 مقاطعة، ومدينة، وبلدة. تشكل الفئات العمرية فوق سن 10، والفئة العمرية من 1 إلى 5 سنوات أعلى نسبة للإصابة، بنحو 25% و 22% على التوالي.
أسباب و مضاعفات المرض
يُعزى الارتفاع الكبير في حالات الإصابة بالحصبة إلى تأثير وباء كوفيد-19، الذي أدى إلى انخفاض معدل التطعيم في العديد من البلدان، بما في ذلك فيتنام. بالإضافة إلى ذلك، يشير الأستاذ الدكتور تران داك فو، رئيس دائرة الوقاية الصحية السابقة، إلى أن تفشي الحصبة يُعاني من دورة تفشي كل خمس سنوات، وهذا ما يتوافق مع وقت التفشي الحالي.
كما أن نقص لقاح الحصبة في بعض المناطق في فترات معينة يساهم في تفاقم الوضع الوبائي. وهذا يُبرز أهمية الحفاظ على معدل التطعيم المرتفع وضمان توفر إمدادات اللقاح بشكل كامل.
تُعدّ الحصبة واحدة من الأمراض المعدية التي تنتقل عن طريق الجهاز التنفسي، وتنتشر بسرعة، و قد تُسبب مضاعفات خطيرة، خاصةً لدى الأطفال، مثل الالتهاب الرئوي، والتهاب الدماغ، وربما تؤدي إلى الوفاة.
الحلول ودعوة العمل
نظراً لتعقيد الوضع الوبائي، وضعت وزارة الصحة خطة لتنفيذ حملة تطعيم ضد الحصبة في عام 2025. ومع ذلك، من الضروري تسريع هذه الحملة وضمان تلقي الأطفال التطعيم الكامل والمناسب. يجب على المناطق المحلية زيادة الجهود التوعوية، ورفع مستوى وعي المجتمع بأهمية التطعيم ضد الحصبة.
الخلاصة:
يُمثّل تفشي الحصبة تحديًا كبيرًا لصحة المجتمع، وخاصةً الأطفال. من الضروري تعزيز الجهود المبذولة في التطعيم ورفع مستوى الوعي بأهمية التطعيم للسيطرة على انتشار المرض ومنعه. يتطلب الأمر تعاون المجتمع بكامله لحماية صحة الأجيال القادمة.
المراجع:
- مقال أصل (على dantri.com.vn) (الرابط المُقدم)