شارك رئيس وزراء فيتنام، فام مينح تشين، والرئيس البرازيلي، لويز إيناسيو لولا دا سيلفا، مؤخرًا في منتدى الاقتصادي بين فيتنام والبرازيل، مما يُبرز خطوة جديدة في شراكة استراتيجية بين البلدين. في ظل التحديات الاقتصادية العالمية، واصلت العلاقات التجارية بين فيتنام والبرازيل نموها القوي، مع توقُّع أن تصل قيمة التبادل التجاري إلى ما يقرب من 8 مليارات دولار أمريكي في عام 2024.
العلاقات التجارية الثنائية تتطور بقوة
تُعد البرازيل دائمًا الشريك التجاري الأكبر لفيتنام في منطقة أمريكا اللاتينية، بينما تُعد فيتنام الشريك التجاري الأول للبرازيل في رابطة أمم جنوب شرق آسيا. يلتزم الطرفان بتعزيز العلاقات الاقتصادية، ويهدفان إلى رفع قيمة التبادل التجاري الثنائي إلى 15 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2030. هذا رقم مشجع، يُظهر إمكانات كبيرة في التعاون بين اقتصادين ناميين.
رئيس وزراء فيتنام، فام مينح تشين، والرئيس البرازيلي، لويز إيناسيو لولا دا سيلفا
جهود تعزيز التعاون التجاري والاستثماري
أصدر القادة الكبار في البلدين توجيهات للجهات المعنية بزيادة الجهود لخلق بيئة مواتية للتجارة والاستثمار الثنائي. كما تبادلا وجهات النظر حول إمكانية بدء مفاوضات اتفاقية تجارة تفضيلية بين فيتنام وكتلة السوق المشتركة في أمريكا الجنوبية (ميركوسور).
أعرب الرئيس لولا دا سيلفا عن رغبته في تعزيز التجارة الثنائية، قائلاً إن قيمة التبادل التجاري الحالية متواضعة مقارنة بإمكانيات البلدين. وأكد على ضرورة الاستفادة القصوى من اتفاقيات التجارة والإطار التعاوني الأخرى لتحقيق هدف 20 مليار دولار في المستقبل القريب. كما أعرب عن امتنانه لفيتنام للسماح باستيراد لحوم البقر البرازيلية، وتعهد باستثمار الأموال في مصانع تجهيز اللحوم لتوسيع السوق في رابطة أمم جنوب شرق آسيا.
تعاون في عدة مجالات
أكد رئيس وزراء فيتنام، فام مينح تشين، استعداد فيتنام للعب دور حاسم في مساعدة البرازيل على اختراق سوق رابطة أمم جنوب شرق آسيا، الذي يضم أكثر من 600 مليون نسمة، ويمثل منطقة اقتصادية نشطة. وفي الوقت نفسه، تُقدّر فيتنام عالياً الدعم الذي تقدمه البرازيل لتوسيع السوق في منطقة ميركوسور وأمريكا اللاتينية.
فيما يتعلق بالاستثمار، ترغب فيتنام في تعزيز المشاريع في مجالات مثل الاقتصاد الأخضر، والاقتصاد الرقمي، والاقتصاد الدائري، والاقتصاد المعرفي، والعلوم والتكنولوجيا، والابتكار، والتحول الطاقي، والزراعة، والصناعة التكنولوجية المتقدمة، … وطالب رئيس الوزراء أيضاً المستثمرين البرازيليين بالاستمرار في دعم الشركات الفيتنامية للمشاركة في سلاسل التوريد العالمية.
ترغب فيتنام في الحصول على دعم من البرازيل في الوصول إلى مصادر الاستثمار، والتمويل الأخضر والمستدام، وكذلك مصادر الاستثمار في العلوم والتكنولوجيا، والابتكار، وتطوير مراكز التمويل الدولية والإقليمية في مدينة هُو تشى مِنْ، ودَنَّانْغ. كما دعا رئيس الوزراء الحكومة البرازيلية إلى سرعة بدء مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة بين فيتنام وكتلة ميركوسور، بالإضافة إلى تهيئة إطار قانوني مناسب لعمليات الأعمال والتجارة الثنائية من خلال توقيع وثائق تعاون هامة.
الخاتمة
تُشهد العلاقات الاقتصادية بين فيتنام والبرازيل مرحلة نمو إيجابية. سيعود تعزيز التعاون، والاستثمار، والتبادل المكثف بين الجانبين بفوائد اقتصادية كبيرة للبلدين، ويساهم في تعزيز شراكة استراتيجية في ظل الوضع الدولي المعقد الحالي.
