عند الحديث عن النقرس أو ارتفاع حمض اليوريك، يفكر معظم الناس فورًا في تجنب اللحوم الحمراء، الكحول، أو الأعضاء الداخلية للحيوانات. لكن قلة قليلة تعلم أن حفنة من الريحان في المطبخ المألوف يمكن أن تساعد الجسم على دعم إزالة حمض اليوريك، وهو العامل الأساسي المسبب لآلام المفاصل الشديدة.
الريحان “كنز طبي” في مطبخك
الريحان لا يضفي نكهة مميزة على الأطباق فحسب، بل يُعتبر أيضًا دواءً قيمًا في الطب التقليدي.
الريحان له فوائد صحية عديدةوفقًا للطب الشرقي، الريحان (المعروف أيضًا بالريحان الكلب) له طعم حار، وخصائص دافئة، ورائحة عطرية، ويؤثر على قناتي الرئة والطحال. يساعد هذا النوع من الأعشاب على طرد البرد والرياح، ويعمل كمدر للبول، ويزيل السموم، ويحفز الهضم، ويقلل الالتهاب. نظرًا لطبيعته الدافئة، يساعد الريحان على تحسين الدورة الدموية، وتبديد البرد، وتقليل آلام المفاصل والعظام، خاصة في حالات الروماتيزم أو آلام المفاصل الناتجة عن البرد.
تثبت الأبحاث الحديثة أيضًا أن الريحان يحتوي على العديد من المركبات القيمة مثل الفلافونويدات، الأوجينول، اللوتين، وحمض الروزمارينيك. هذه المواد هي مضادات أكسدة قوية قادرة على تحييد الجذور الحرة وحماية الخلايا من التلف أثناء عملية أيض البيورين، وهو السبب وراء تكون حمض اليوريك.
أظهرت دراسة أجرتها جامعة بوردوان (الهند) أن مركب الأوجينول الموجود في أوراق الريحان يمكن أن يثبط نشاط إنزيم الزانثين أوكسيديز، وهو الإنزيم المسؤول عن تحويل البيورينات إلى حمض اليوريك.
عندما يتم تثبيط هذا الإنزيم، ينخفض إنتاج حمض اليوريك بشكل ملحوظ، مما يساعد على الحد من خطر ارتفاع حمض اليوريك في الدم، خاصة لدى الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بالنقرس.
بالإضافة إلى ذلك، سجلت دراسة أجراها المعهد الإندونيسي للعلوم الصيدلانية أن مستخلص أوراق الريحان يساعد على زيادة قدرة الكلى على الترشيح ويدعم إفراز حمض اليوريك عبر البول.
بفضل خصائصه المدرة للبول الخفيفة، يساعد الريحان الجسم على “تنظيف” السموم، وتطهير الدم، وتخفيف العبء عن الكبد والكلى، وهما العضوان المسؤولان عن أيض وإزالة الفضلات.
الفعالية تأتي من العادات الصغيرة
لا يمكن للريحان أن يحل محل أدوية علاج النقرس، ولكنه جزء مفيد من نمط حياة صحي. يجب على الأشخاص المعرضين لخطر ارتفاع حمض اليوريك الحفاظ على نظام غذائي منخفض البيورين، والحد من الكحول، وشرب كمية كافية من الماء، ودمج استخدام النباتات الطبيعية المضادة للالتهابات مثل الريحان.
طرق الاستخدام بسيطة جدًا:
- شرب ماء الريحان: اغلي 5 إلى 7 أوراق ريحان مع 300 مل من الماء لمدة 5 دقائق، ثم اتركه ليبرد واشرب من 1 إلى 2 مرة يوميًا.
- تناوله طازجًا: أضف الريحان إلى السلطات، الفو، الأرز الشعيرية، أو الحساء لتعزيز المركبات الطبيعية المضادة للأكسدة.
- استنشاق الزيت العطري: تساعد رائحة الريحان أيضًا على استرخاء الأعصاب وتدعم الجهاز التنفسي بشكل خفيف.
نصيحة الخبراء
يرى خبراء التغذية أن الأمر الأكثر أهمية لمرضى النقرس لا يكمن فقط في نوع الطعام المتناول، بل في التوازن.
سيساعد النظام الغذائي الغني بالخضروات، وشرب 2 إلى 2.5 لتر من الماء يوميًا، وممارسة التمارين الرياضية الخفيفة على تسهيل عملية إزالة حمض اليوريك.
الجسم يشبه مصنعًا معقدًا، وكل عملية أيض تتطلب التنسيق. استخدام الريحان أو الأعشاب العطرية الأخرى لا يكون فعالاً حقًا إلا عندما نحافظ على نمط حياة متوازن ونوفر كمية كافية من الماء للكلى لتعمل بشكل جيد.



