بعد السقوط، عانت الطالبة من أعراض صداع وغثيان، وتم نقلها بسرعة إلى قسم الطوارئ بالمستشفى من قبل المارة. بعد الفحص، لاحظ أطباء قسم الطوارئ أن المريضة تعاني من ضعف في النصف الأيمن من جسدها، وكانت درجة وعيها 9-10/15 (وفقًا لمقياس غلاسكو للغيبوبة).
أظهرت نتائج التصوير المقطعي المحوسب للدماغ (CT) أن المريضة تعاني من ورم دموي فوق الجافية، مصحوبًا بكسر في عظم الجمجمة بمنطقة الصدغ الأيسر، مع ميل للنزيف الإضافي.
أظهر التقييم الأولي أن مصدر النزيف ناجم عن كسر في الجمجمة الصدغية وتمزق في الشريان السحائي الأوسط. ونظرًا لهذا الوضع، تم تحديد جراحة طارئة للمريضة لإزالة الورم الدموي فوق الجافية ووقف النزيف.
تم إجراء الجراحة فور اكتمال الفحوصات المخبرية الضرورية وكانت مؤشرات الاختبار ضمن الحدود الآمنة.
قام الأطباء بفتح الجمجمة، وإزالة الورم الدموي، والسيطرة بسرعة على مصدر النزيف لمنع الورم الدموي من النمو بشكل أكبر والتسبب في ضغط مزمن على الدماغ، وبالتالي تقليل خطر المضاعفات بعد الجراحة مثل ضعف النصف الأيمن من الجسم. بعد 30 دقيقة فقط من الجراحة، استفاقت المريضة من التخدير وتمكنت من التواصل مع عائلتها.
بفضل عملية العلاج والمراقبة الدقيقة من قبل الطاقم الطبي، خرجت الطالبة من المستشفى وعادت إلى منزلها وسط سعادة غامرة لعائلتها.
شارك الدكتور نجوين ثي توان، رئيس قسم جراحة الأعصاب، أن الورم الدموي فوق الجافية الحاد هو أحد أخطر الإصابات الناتجة عن إصابات الرأس الرضية. في بعض الحالات، يظل المرضى واعين بعد الحادث، ولكن حالتهم تتدهور بعد بضع ساعات بسبب الضغط الذي يسببه الورم الدموي على الدماغ.
“قد تظهر أعراض مثل الصداع، والقيء، والارتباك، وفقدان الوعي، والضعف، والتشنجات، أو حتى الوفاة إذا لم يتم التدخل في الوقت المناسب. في مستشفانا، تم اكتشاف العديد من حالات الأورام الدموية في منطقة الرأس بعد أيام، أو حتى أشهر من الإصابة،” قال الدكتور توان.
ينصح الأطباء بضرورة نقل المريض فورًا إلى مرفق طبي لإجراء الفحص السريري والفحوصات التصويرية مثل الأشعة المقطعية (CT-Scan) أو الرنين المغناطيسي (MRI)، عند التعرض لأي ضربة في الرأس – سواء كانت خفيفة أو شديدة – خاصة إذا ظهرت علامات غير طبيعية مثل الصداع، والقيء، والدوخة، أو فقدان الوعي الجزئي.
التشخيص المبكر والدقيق هو عامل حاسم في إنقاذ حياة المرضى ومنع المضاعفات الخطيرة.



