توضح الدكتورة بوي ثي ين نهي، الطبيبة في المستشفى الجامعي للطب والصيدلة بمدينة هو تشي منه – الفرع الثالث، هذا الأسلوب من منظور الطب الشرقي، مشيرة إلى أن “علاج البرد” بصفار البيض المسلوق والعملة المعدنية/السلك الفضي هو إحدى الطرق العلاجية الشعبية المتوارثة منذ القدم، ويندرج ضمن “الطرق العلاجية التكميلية” التي تشمل الكشط، “علاج البرد”، الحجامة، والوخز.
وفقاً للطب التقليدي، فإن تأثير “علاج البرد” هو المساعدة في تنشيط الدورة الدموية، وتدفق الدم والطاقة، وإرخاء العضلات، وتنظيم مسار طاقة الكي، وتعزيز المناعة، وطرد العوامل المسببة للمرض، وتشتيت الحرارة…
هذه الطريقة مناسبة لحالات الحمى الخفيفة المصحوبة بآلام في العضلات، وتيبس الرقبة، والصداع الناتج عن نزلات البرد الهوائية، أو البرد الناتج عن التعرض للرياح الباردة، أو الحمى الناتجة عن ضربة شمس.
يساعد “علاج البرد” على تحسين الدورة الدموية الدقيقة وتمدد الشعيرات الدموية من خلال التحفيز الموضعي، لكنه لا يقضي مباشرة على العوامل المسببة للأمراض المعدية ولا يؤثر بشكل كبير على عملية تنظيم درجة حرارة الجسم. لذلك، وفقاً للدكتورة نهي، عند ارتفاع درجة الحرارة، لا ينبغي للمرضى اللجوء إلى هذه الطريقة العلاجية.
ليس كل شخص مناسب لطريقة علاج البرد بالبيض والفضة.
بالإضافة إلى ذلك، قد يتسبب “علاج البرد” بالبيض والعملة المعدنية/السلك الفضي في ردود فعل سلبية لدى البالغين ذوي البنية الضعيفة، أو الذين يعانون من سهولة النزيف، أو تلف الجلد (مثل القروح، أو وجود طفح جلدي نزفي)، أو الذين يعانون من أمراض القلب والأوعية الدموية.
لدى الأطفال، الذين يتميزون ببشرة رقيقة وأعضاء داخلية غير ناضجة، وتتطور أمراضهم بسرعة، لا ينبغي استخدام هذه الطريقة لخفض الحمى أو علاج البرد لديهم.
تحذر الدكتورة نهي: “قد يتسبب ‘علاج البرد’ لدى الأطفال في تلف البشرة، وزيادة خطر الإصابة بالعدوى، أو رفع درجة حرارة الطفل. كما أنه قد يؤخر العلاج في حالات الحمى الشديدة الناتجة عن العدوى أو الأمراض الحمّوية المرتبطة بأمراض المناعة الذاتية، أو السرطان، أو أمراض الدم.”
وتضيف الدكتورة، محللة أن الحمى هي عرض شائع لدى الأطفال، بسبب عدم اكتمال جهاز المناعة وتنظيم حرارة الجسم لديهم. إنها رد فعل من الجسم لتنشيط المناعة، وتثبيط الكائنات الدقيقة. في معظم الحالات، تكون الحمى بسبب فيروس، وتكون خفيفة وتشفى تلقائياً، ولكن يجب مراقبتها لتجنب المضاعفات التي تهدد الحياة.
وفقاً للدكتورة نهي، تُقسم الحمى لدى الأطفال إلى حادة (أقل من 14 يوماً)، ومستمرة (أكثر من 14 يوماً)، أو دورية. الأسباب الرئيسية تشمل مجموعتين: العدوى وغير العدوى.
العدوى هي السبب في غالبية حالات الحمى لدى الأطفال، وتحدث بسبب فيروسات مثل الفيروس الأنفي، والفيروس التاجي، والفيروس الغدّي التي تسبب نزلات البرد؛ وفيروس الهربس، والفيروس العجلي الذي يؤدي إلى الحصبة، والنكاف، ومرض اليد والقدم والفم، وفيروس حمى الضنك. قد تكون الحمى أيضاً علامة على عدوى الجهاز التنفسي، والجهاز الهضمي، والتهاب الدماغ، والسحايا، والمفاصل.
في المقابل، الحمى غير المعدية أقل شيوعاً، وتشمل أسبابها الجفاف، وضربة الشمس، ومرض كاواساكي، والشرى، وحساسية الأدوية/الطعام، والحمى الناتجة عن نقص العدلات. بالإضافة إلى ذلك، تسبب بعض العوامل الأخرى الحمى مثل التسنين، والحمى بعد التطعيم، وسرطان الغدد الليمفاوية.
الحمى هي عرض للعديد من الأمراض المختلفة، لذلك يجب على الآباء مراقبة حالة الحمى لدى أطفالهم عن كثب، وملاحظة علامات التحذير غير الطبيعية، ونقل الطفل إلى المنشأة الطبية للفحص، وتحديد السبب الصحيح والعلاج في الوقت المناسب، لضمان سلامة وصحة الطفل.



