جدل استخدام حليب الأم في القهوة
مؤخرًا، أثارت قضية استخدام شخصية مشهورة حليب زوجته لتحضير القهوة لأصدقائه ضجة واسعة في الرأي العام.
على وجه التحديد، نشر زوج ملكة جمال تُدعى “هـ” مقطع فيديو على صفحته الشخصية يوثق عملية تحضير القهوة لضيوفه. في المقطع، استخدم الزوج حليبًا مخزنًا في الثلاجة لتحضير القهوة، وأعلن أنه “حليب أم”.
وفقًا للمحتوى المنشور، فإن معظم الضيوف بعد تناول هذا النوع من قهوة الحليب تفاجأوا بالطعم الغريب، ولم يكونوا يعلمون أن المشروب قد تم تحضيره بحليب أم حديثة الولادة.
أثار مقطع الفيديو المذكور العديد من الآراء المتضاربة على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث أعرب الكثيرون عن انتقادهم لسلوك محضر القهوة واصفين إياه بـ “المثير للاشمئزاز” و “غير اللائق”.
بل وتزايدت ردود الفعل السلبية عندما كشفت ملكة الجمال “هـ” نفسها أن الحليب المستخدم في القهوة كان قد “رضعه” طفلها من قبل.
على الرغم من أن ناشر المقطع قام بحذفه طواعية، إلا أن الكثيرين طرحوا سؤالاً: هل يمكن أن يؤدي استخدام حليب الأم بعد الولادة في القهوة إلى آثار صحية سلبية؟
الأطباء يوضحون
في حديثها مع مراسل صحيفة دان تري، صرحت الدكتورة لي نجوك ديب، أخصائية أمراض النساء والتوليد في مستشفى أمومة وطفولة بمدينة هو تشي منه، بأن حليب الأم المجمد ليس بنفس جودة حليب الأم الطازج الذي يرضعه الطفل مباشرة، بسبب نقص بعض الإنزيمات، لكنه لا يزال يحتفظ بأهم العناصر الغذائية الأساسية للرضع.
ومع ذلك، فإن العناصر الغذائية والأجسام المضادة والدهون ومحتوى السكر في حليب الأم تتناسب فقط مع احتياجات الرضع. بعد عمر 6 أشهر، يحتاج الطفل إلى الأطعمة الصلبة لتلبية احتياجات نموه. لذلك، فإن حليب الأم غير مناسب كمكمل غذائي للبالغين.
بالإضافة إلى ذلك، يحمل حليب الأم خطر نقل بعض الأمراض المعدية مثل فيروس نقص المناعة البشرية (HIV)، والسل، والتهاب الكبد الفيروسي A-B-C، والزهري، وبعض أنواع الفيروسات الأخرى. وفي الوقت نفسه، تعتبر التقنيات المستخدمة ونظافة اليدين والأدوات عند شفط الحليب أمرًا بالغ الأهمية لتجنب خطر العدوى البكتيرية.
وفقًا للدكتورة ديب، للحفاظ على العناصر الغذائية في حليب الأم المجمد بأفضل شكل ممكن، يجب تذويبه عن طريق نقله من الفريزر إلى الثلاجة لمدة 12-24 ساعة.
عند إخراج الحليب من الثلاجة، يجب تسخينه بشكل غير مباشر باستخدام الماء الدافئ أو جهاز تسخين الحليب المخصص، ولا يجب رجه بقوة أو تدويره إذا انفصلت طبقاته، كما لا يجب غليه مباشرة على الموقد.
بخصوص تحضير الأطعمة من حليب الأم، أوضحت الدكتورة ديب أنه يمكن القيام بذلك، ولكن المعالجة في درجات حرارة عالية قد تؤدي إلى فقدان القيمة الغذائية الأصلية للحليب. إلى جانب ذلك، يختلف طعم حليب الأم عن حليب البقر وحليب الماعز، مما سيغير طعم الطعام بعد التحضير.
أفاد ممثل عن مستشفى الأطفال المتخصص في مدينة هو تشي منه أن احتمالية إصابة البالغين بالأمراض المعدية عند شرب حليب الأم حديثة الولادة ليست عالية.
ومع ذلك، إذا لم يتم تخزين حليب الأم المجمد في درجة الحرارة الصحيحة، أو تم تذويبه بطريقة غير صحيحة، أو تُرك لفترة طويلة جدًا، فإنه لا يزال يحمل خطر العدوى البكتيرية، مما قد يسبب اضطرابات في الجهاز الهضمي وإسهال عند الاستخدام.
بالإضافة إلى ذلك، يلبي حليب الأم فقط احتياجات الطاقة والتغذية للأطفال الصغار، لذلك لا يُنصح باستخدامه لأي شخص آخر غير طفل الأم.
نصحت أخصائية طب الأطفال: “إذا تم تجميد حليب الأم بشكل جيد، يمكن حفظه لمدة 6 أشهر، ولكن بعد التذويب يجب استخدامه في غضون 24 ساعة لتجنب أي مخاطر على صحة الطفل”.
كيفية تخزين حليب الأم لضمان سلامته؟
وفقًا للدكتورة لي نجوك ديب، يمكن تخزين حليب الأم بعد شفطه في حاويات معقمة أو أكياس تخزين حليب متخصصة، ويمكن حفظه في الثلاجة لمدة تصل إلى 8 أيام عند درجة حرارة 4 درجات مئوية أو أقل في ثلاجة مخصصة لتخزين الحليب.
يجب على الأم استخدام مقياس حرارة لمراقبة درجة الحرارة وتقليل عدد مرات فتح الثلاجة. إذا كانت درجة الحرارة أعلى من 4 درجات مئوية، يجب استخدام الحليب في غضون 3 أيام.
إذا تم تخزينه في الفريزر عند -18 درجة مئوية أو أقل، يمكن استخدام الحليب لمدة تصل إلى 6 أشهر. يمكن حفظ حليب الأم المبرد في الثلاجة في كيس تبريد لمدة تصل إلى 24 ساعة.
يساعد تخزين حليب الأم بكميات صغيرة على تجنب الهدر. عند تجميد الحليب، يجب وضع ملصق عليه وتدوين التاريخ. عند تذويب حليب الأم، من الأفضل تذويبه ببطء في الثلاجة قبل إعطائه للطفل. إذا كانت هناك حاجة لاستخدامه على الفور، يمكن تذويبه عن طريق وضع الزجاجة في ماء دافئ أو تحت صنبور ماء دافئ جارٍ.
بعد التذويب، رجّي الزجاجة بلطف أفقيًا (لا تهزيها بقوة) إذا انفصل الحليب إلى طبقات. عندما يشرب الطفل حليب الأم من الزجاجة، يجب استخدامه بالكامل في غضون ساعة واحدة ويجب التخلص من أي حليب زائد، وعدم إعادة تجميده.
يمكن تدفئة الحليب إلى درجة حرارة الجسم عن طريق وضع الزجاجة في كوب من الماء الدافئ أو تحت صنبور ماء دافئ جارٍ. لا تستخدمي الميكروويف لتسخين أو تذويب حليب الأم، لأنه قد يتسبب في نقاط ساخنة داخل الزجاجة، مما قد يحرق فم الطفل.



